الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

دور العلاقات العامة في ادارة الازمات

دور العلاقات العامة فى ادارة الازمات على الرغم من العلاقات العامة علم حديث ،يعتبره البعض احد العلوم الإنسانية الراقية التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن ظهور هذا العلم ارتبط منذ بدايته بالأزمات والمواقف الطارئة ، فالقرارات الهامة التي كانت تتخذها الحكومات والسياسات التي تنتجها والأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها الرأي العام ، ليقف عندها ويدعمها لذلك عمدت المؤسسات والحكومات ، إلى استخدام أشخاص مؤهلين قادرين ،على توجيه الرأي العام وتعبئته لصالح سياساتها خاصة أثناء الأزمات والحروب وهؤلاء الأشخاص هم رواد أنشطة العلاقات العامة .
فلو عدنا إلى الوراء للتعرف على الظروف التي نشأت، فيها العلاقات العامة الحديثة، لوجدنا أن ظهور الثورة الصناعية في أوائل القرن التاسع عشر ،أدى إلى تطور هائل في أدوات الإنتاج وأساليبه،ونتيجة ظهرت صناعات ضخمة اجتذبت آلاف العمال وملايين من المستهلكين ، وظهرت مشاكل في العلاقات بين أصحاب العمل داخل هذه المصانع ، وكانت الاضطرابات من وقت لآخر احتجاجا على سوء المعاملة ،والمطالبة بتوفير ظروف أفضل وزاد ضغط الراى العام لإنصاف العمال وتلبية مطالبهم وظهرت حاجة الإدارة العليا في المؤسسات الصناعية، إلى أسلوب جديد تواجه به ثورة الراى العام و لتتعامل مع الاضطرابات التي قام بها العمال ، في مواجهة الإدارة وذلك بسبب ظروف العمل السيئة .
هذا الأسلوب الجديد يقوم على وجود حلقة اتصال بين الإدارة العليا والعمال لشرح وجهة نظر المؤسسة فيما يتعلق بسياستها واجرائاتها وكسب العمال لصالح المؤسسة ، حتى أن ايفلى " أبو العلاقات العامة" أرسى مبادئ وقواعد العاقات العامة من خلال ادارتة للازمة حيث أنة في الفترة الأخيرة من القرن التاسع عشر ظهرت حالة من الرواج الاقتصادي صاحبها استغلال للإعمال وخداع المستهلك من قبل أصحاب الأعمال الاحتكاريين لذا فقد قام عدد من الصحف والمجلات بنشر مقالات في مهاجمة أصحاب الأعمال ، وكان من النتائج ذلك اضطراب المؤسسات الصناعية والتجارية المعينة ، بالقيام ببعض الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ، ومع استمرار الاضطرابات العمالية ،وهجوم الصحافة المعادى لأصحاب رؤوس الأموال الذين أدركوا ضرورة استخدام الصحفيين المحترفين لشرح وجهة نظرهم وإيصالها إلى الجمهور، وكان من القلة الذين نجحوا في تحقيق هذا الأمر ايفلى ،الذي كان يعمل لصالح شركة(industry American anthracite coal) وقد أكد ايفلى على ضرورة معاملة المستخدمين العمال في المؤسسة معاملة إنسانية مرضية ومنحهم الأجور المجزية وبذلك بتوفر ركن هام وهو تحقيق

علاقات داخلية سليمة،من شانها تكوين اثر طيب عن المؤسسة خارجها عن طريق معاملتهم للناس سواء أثناء العمل أوفى أحاديثهم أو في علاقاتهم الشخصية.
كذلك من الأزمات التي واجهت العلاقات العامة في بدايتها الأولى كانت أزمة منجمة (Colorado)عندما اضرب عمال المنجم بسبب ظروف العمل السيئة وفى حينها اقنع ايفلى صاحب المنجم أن يزور صاحب العمل ويتحدث مع العمال وديا ويناقش أمورهم الأمر الذي أدى إلى إعادة الثقة بين المؤسسة والعمال.
وعندما وقعت أزمة السكة الحديدية لشركة سكة (Pennsylvania)
Railwayوالتي كان ايفلى يعمل كمستشار للعلاقات العامة فيها وقتذاك, إذ اقنع الشركة بان تعطي للصحافة فرصة مشاهدة مكان الكارثة التي أملت بالشركة ,والكشف عن المعلومات الصحيحة ,حيث اعتبر ايفلى مهمة العلاقات العامة هي تفيد الصحافة والجماهير بالمعلومات الدقيقة عن المؤسسة حول الموضوعات الهامة ,والابتعاد عن سياسة التكتم والسرية, وانتهاج سياسة الباب المفتوح مع التركيز علي أهمية الاتصال بين الشركة وجماهيرها وذالك لضمان ركن أخر هو العلاقات الخارجية السليمة ,إذن فالعلاقات العامة ولدت من صميم الأزمات والمواقف الطارئة , لإيجاد الحلول واتخاذ التدابير السليمة والصحيحة لمعالجتها ومفاداتها , وان كانت معالجة الأزمات هي من مسؤولية الإدارة العليا بالدرجة الأولي,لكن العلاقات العامة يبقي لها الدور الرئيسي في عمليات التخطيط والتنفيذ والمتابعة لمثل هذه الأزمات .
فقد يشمل دور العلاقات في هذا المجال وضع خطط للطوارئ وحضور الاجتماعات علي كافة المستويات وعقد المؤتمرات الصحفية وتمثيل الشركة أمام وسائل الإعلام(3),فقد يكون دور العلاقات العامة أهم من ذلك ,حيث يكون التنبؤ بحدوث الأزمة من خلال ,تسجيل ملاحظات الظواهر وإجراء البحوث والاستقصاءات اللازمة لدراسة الاتجاهات والمواقف والآراء الخاصة بالجماهير الداخلية والخارجية, والتي يمكن من خلالها التنبؤ بحدوث الأزمة, وتقوم العلاقات العامة بدور كبير ومهم في هذا المجال للفت نظرا لدوائر المعينة لمعالجة أسباب الأزمة قبل تراكمها وانفجارها.

غفران امير- تقنية علاقات عامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق