الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

“أيفي لي” أبو العلاقات العامة


استحق أيفي لي لقب (أبو العلاقات العامة )، وذلك لما قدمه من الكثير للعلاقات العامة ، فقد بدأت رحلته من زمن مع العلاقات العامة  حتى وفاته عام 1934م.
قدم أيفي لي الكثير من المبادئ الهامة والأساسية للعلاقات العامة ومن أهم تلك المبادئ ، أن النشر وحده لا يكفي لكسب تأييد الجماهير ،  وان القول الجميل  لابد أن يدعمه الفعل الجميل ، كذلك أكد مررا على أهمية العنصر الإنساني وكانت وجه نظره بذلك هي انه( يحاول دائما أن يترجم الدولارات والأسهم والسندات إلى مصطلحات إنسانية).، ومن مبادئه أيضا هي انه ينصح بضرورة إعلان أهداف وتحديد السياسات ومخاطبة الجماهير مباشرة دون سلطة ووكلاء دعاية  أوجد هذا المبدأ عندما لاحظ على رجال الإعمال إخفاء سياساتهم ، كذلك وضع أيفي مبادئ التعامل بين الإدارات والمكاتب للعلاقات العامة والصحافة وسماها (بإعلان المبادئ)، أضاف أيفي لي مبدأ أيضا اعتبره من أهم المبادئ التي أضافها أيفي لي للعلاقات العامة هو انه لا يكفي أن تفعل الخير  وإنما لابد من أن يعلم الناس ما تفعله من خير ،كما إن الصورة الإنسانية لأي فرد لا تتحقق  إلا من خلال مشاركته الاجتماعية من حوله ،وكان سبب ظهور هذا المبدأ في العلاقات العامة هو رجل الأعمال الأمريكي روكفلر الذي كان سخيا بتبرعاته للجمعيات الخيرية والكنائس والأطفال والمدارس ،فقد كانت صورته لا تدل على ذلك بل كان يبدو كما أو كان شحيحا بخيلا بماله  من أعمال الخير ،  وكان هو وابنه أكثر أغنياء أمريكا تعرضا للنقد واتهاما بالجشع وأكثرهم في نفس الوقت صمتا إمام هذا النقد حتى أصبحت صورتهما لدى الجماهير من منتهى السوء ، وقد كانت حالتهما هذه فرصة طيبة لإظهار موهبة أيفي لي في العلاقات ،ونجح أيفي لي في تغيير صورة روكفلر ، حيث اتفق مع احد الصحفيين على أن يلاعب روكفلر الجولف a\، ولم يمضي وقت طويل حتى بدأت صورة الرجل تظهر في الصحف وهو يلعب الجولف بتواضع ومرح ، ويتردد على الكنائس ويمنح الهبات للمحتاجين ،ويداعب الأطفال ،ولم يكفي أيفي لي بهذه الطريقة يتجاوز حقيقة روكفلر ،أو يضفى عليه ما ليس من خصاله  ،وإنما كان ينقل الصورة الحقيقية له إلى الجمهور ، بدلا من تلك الصورة الزائفة التي أخذت عنه ، ومن هنا أيضا أضاف أيفي لي مبدأ أخر  وهو نقل الصورة الحقيقة الصادقة عن أي فرد أو مؤسسة أو منظمة أو جهة إلى الجمهور.
أيفي لي أبو العلاقات العامة فعلاً واستحق اللقب بجدارة وذلك ليس رائي الشخصي فقط ، وإنما دعمه غيري الكثير ومنذو زمن حيث قال عنه البروفسور الأمريكي هيبرت أن الشعب الألماني لو كان قد استمع إلى أيفي لي بدلا من انقياده وراء هتلر لامكن إنقاذ الملايين من الشعوب من الموت في ساحة القتال ومعسكرات التدريب ، وقال عنه أيضا أن أيفي لي كان رجلا محبا للسلام ، واعتقد أن العلاقات العامة هي الطريق إلى السلام ، ورغم ذلك فقد مات أيفي لي قبل أن يتمكن من الدفاع عن نفسه إزاء اتهامه بالدعاية النازية ،ومضى وقت طويل قبل أن تظهر الحقائق التي صححت صورته للجماهير ،كما كان يفعل هو قبل عندما صحح صور الآخرين .
 
 
 
لمياء الخضيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق