الاثنين، 22 ديسمبر 2014

الوظيفة الأكثر نجاحا في الغرب والأكثر تهميشا في العالم العربي

لا يخطر على بال أحد في مجتمعاتنا العربية على اهمية العلاقات العامة  , حيث  ان تطور العلاقات العامة في المجتمعات الغربية المتقدمة أكثر تقدما من مجتمعنا العربي الذي يعد متباطئ لأقصى الحدود.
فقد اقتصرت داخل المجتمعات العربية على مراسم استقبال و توديع أو مجرد عمل بروشورات و إلقاء خطب و تجاهل دورها في التواصل بين الجمهور الداخلي و الخارجي .
المنظمات العصرية لا يمكنها الاستغناء عن العلاقات العامة , حيث ان نجاح كثير من المؤسسات و المنظمات مرهون الى حد كبير بقوة ادارة العلاقات العامة .
كما ان دور العلاقات العامة يختلف من مجتمع لآخر كالولايات المتحدة التي خطت خطوات جبارة و تأتي مكانة العلاقات العامة من حيث الأهمية بعد المدير العام أو رئيس  المؤسسة .
في هذا الوقت لا غِنى عن العلاقات العامة في أي منظمة لحاجتها لتسويق نفسها و تواصلها المستمر مع جماهيرها و التعرف عليهم من خلال الابحاث و الدراسات , فالمجتمع الديمقراطي لا يستطيع التخلي عن العلاقات العامة اللتي تقوم على مبدأ احترام الفرد و احترام الرأي العام .
مازال الوطن العربي ينظر اليها على انها مهنة المدح و التسبيح للمنظمة و الحصول على اكبر جزء ممكن من التغطية في وسائل الاعلام , و هذا المفهوم خاطئ في ظل سلطة الرأي و ثورة المعلومات , و حتى بعد مرور مئة سنة من ممارستها مازالت تعاني من سوء فهم و تقدير من كبار المسؤولين .
و هدفت الدراسة إلى واقع العلاقات العامة في الوطن العربي بجميع ابعادة حيث أشار إلى أن مفهومها و فلسفتها و اهدافها تختلف , فالمؤسسات اللتي تتميز بالمرونة و العقلانية و بالمحيط الديموقراطي و تبني قراراتها على الاستراتيجية التنظيمية تُوجِد للعلاقات العامة مكانا غير تلك اللتي تنعدم فيها معطيات التيسير و محيطها سلطوي و تكون فيها العلاقات العامة مهمشة .
واتضح من الدراسة أن معظم إدارات و أقسام العلاقات العامة في الوطن العربي تعاني من موقع لا يتناسب مع اهميتها ودورها الإستراتيجي في المنظمة , وتوجد فجوة بين الإدارة العليا و مدير العلاقات العامة و يعد تهميشها للعلاقات العامة يعيقها في أداء دورها من نصح و مشورة و مساهمة في صنع القرار , و يصبح وضعها غير صحي وروتيني .
أكدت نتائج الدراسة على ان موقع العلاقات العامة في العالم العربي للهيكل التنظيمي غير واضح و عدد الموظفين غير كاف للقيام بالمهام المسندة اليها , ونقص كبير في المعدات و الأجهزة و الامكانيات المادية حيث ان دور العلاقات العامة في الوطن العربي لم يتعد نموذج الدعاية و التنسيق مع وسائل الاعلام , و تدعيم عملية الاتصال بسيولة الأخبار و المعلومات في اتجاه واحد , و ذلك لانعدام الدراسات و الأبحاث و الاستشارة للإدارة العليا و ان 95%  لا يسهمون في عملية التخطيط و البحث في مؤسساتهم  , كذلك لعبها دورا محدودا جدا في توفير البيانات اللازمة لصناعة القرار .
و اوجد في دراسته اقتراحات لتطوير العلاقات العامة و النهوض بها ,إلى تحسين موقع العلاقات العامة في الهيكل التنظيمي حيث يكون قريب من الادارة العليا , و زيادة الميزانية , و عدد الموظفين , و تكثيف الدورات و البرامج التعليمية و كذلك تكثيف الدراسات و الأبحاث للتعرف أكثر على الجمهور الداخلي و الخارجي و المنتجات الاتصالية و الإكثار منها و إعداد منشورات و كتيبات في التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة و صنع القرار , و التركيز على الكادر البشري و المؤهل المتخصص .
تحتاج العلاقات في عصرنا الى ممارسين أكفاء يتمتعون بمهارات اتصالية و إدارية , و إلى دراسة العلاقات العامة للتعرف على سبيل تطويرها , ففي القرن الحادي و العشرين أصبحت العلاقات العامة جزءاً من نسيج التسويق و من العملية الإدارية .
فالعلاقات العامة ليست مجرد ابتسامات مصطنعة و لا بهرجة اعلامية للحصول على مكان في وعي الجماهير بل هي الحاجة الى عمل منظم في اوجه الاتصال و الإعلام , وهي التي تؤمن بالأفعال قبل الأقوال و لا تستطيع أي مؤسسة في القرن الحادي و العشرين الاستغناء عنها لما لها من آثار ايجابية على المؤسسة .
وبما أن العالم اليوم مرتبط بالتكنولوجيا فيفضل ان تكون هناك جهود مكثفة للتعريف بأهمية العلاقات العامة بإقامة مواقع و مدونات متخصصة في هذا المجال و التعريف بجميع انجازات العلاقات العامة و دورها الفعال في جميع مجالات الحياة .

غفران امير-تقنية علاقات عامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق